مذاق خبز الشراك الريحاوي أطيب بالطريقة التقليدية

مذاق خبز الشراك الريحاوي أطيب بالطريقة التقليدية








يجمع قطع متوسطة الحجم من الخشب ويرمي بها في موقد خاص تعلوه مدخنة تنفث دخان الاحتراق بالهواء ويرفض استخدام الغاز أو أي من الأدوات الحديثة في أداء عمله فزبائنه المتذوقون يميزون طعم رغيف الخبز الشراك المطهو بنكهة نار الحطب أو الغاز ويفضلون الطريقة التقليدية ربما رغبة داخلية لدى البعض وإحساس يتملكه بان يكون صادقا عندما يقول: " أكلت رغيف شراك ذكرني بجدتي أو أيام زمان حيث لا غاز أو أفران",
ويقف موسى صلاح بالو, خلف الموقد يراقص عجينة رغيف الخبز بين يديه قبل أن يلقيها على الصاج المثبت على أتون نار الموقد وينزعها بطريقة فنية لا تستغرق العملية أكثر من دقيقة ويصف بالو خبز الشراك بأنه نوع من أنوع الخبز العربي، ويصنع من دقيق القمح الكامل. حيث يخبز الدقيق مع الماء و الملح فقط ولا توضع عليه الخميرة التي توضع على الخبز العادي والغريب أن خبز الشراك لا يصلح بطحين القمح (الأسمر) حيث يتمزق أثناء محاولة وضعه على الصاج كما انه لا يصلح بطحين الذرة(الأبيض) حيث ينشف ويضيف "بالو" لا بد من مزج الطحين الأبيض بالأسود حتى يتم رق العجين على شكل دائري كبير كما ترى و قد يصل قطره إلى أكثر من متر. و يتكون من طبقة واحدة رقيقة. ثم يخبز على قطعة معدنية كبيرة ساخنة تسمى الصاج والصاج نقوم بتفصيله عند الحداد ويؤكد بالو أن الشراك يتميز بسهولة هضمه و طيب طعمه. أميرة أبو رومي ربة منزل تقول أيام زمان كان اغلب بيوت سكان أهل أريحا تخبز على الصاج فالشراك كان منشرا خاصة لدى عائلات أهل أريحا والأغوار وبفعل التطور وزحف البيوت الخراسانية وغزوها للمساحات وفضاءات البيوت القديمة وانشغال الناس بمتطلبات الحياة أصبحنا نشري خبز الصاج في المناسبات وعند إعداد الولائم خاصة المنسف حيث توضع طبقات من خبز الشراك في أرضية الوعاء (الصدر أو الصينية) وفوقها الرز واللحم ويسكب اللبن المطبوخ.
بالو الذي يقف في ركن من الدوار الذي يتوسط مدينة أريحا عادة يتوقف السياح الذي يتصادف مررهم وسط البلد منهم من يشتري للتذوق أو اخذ صورة تذكارية ويقر أن لديه زبائن دائمين ومن مدن أخرى وبالأغلب من مدينة القدس والمدن التي ربما يوجد بها خبز الشراك ويضيف ذروة الموسم لديه في أيام الجمع والعطل وقدوم وافدين إلى المدينة وكذلك في شهر رمضان الكريم, "بالو" ما زالت في قلبه غصة لأنه لم يتلق التعليم ويقول انه في هذه المهنة منذ كان عمره 5 سنوات
فوالده يعمل بهذه المهنة وأخوته الستة ولديهم فرن في عمان وهو يعمل في مدينته أريحا منذ 7 سنوات ويضيف أنا مغرم بآكل الشراك مع شرب الشاي, وانه يشتري خبز بأنواعه الأخرى للمنزل. وينوه أن الطلب على خبز الشراك يزداد في الشتاء وكذلك أصبحت تطلبه بعض المطاعم حيث يستخدم للسندوتشات الشاورما,
ويمتاز خبز الشراك بعلاقته الحميمة مع درجة الحرارة بل أن العلاقة طردية فكلما كان حرارته مساوية أو اقل قليلا لحرارته قبل أن يغادر الصاج كان لذيذا أكثر.