النوارس في خطر

تجليات قلم

النوارس في خطر!
راقي هاشم
من حق جمهور الزوراء ان تثير دهشته النتائج غير المرضية التي خرج بها فريقه في الادوار الثلاثة الاولى من دوري الكرة العراقي الممتاز وخرج بها بنقطة واحدة لا تشفع له امام عشاقه ومحبيه الذين تؤلمهم الحالة التي وصلت لها النوارس مقارنة بانجازاته السابقة على المستويين المحلي والخارجي.



القلعة البيضاء كما يحلو للبعض تسميتها كانت الى وقت قريب ترهب الفرق وانضم الى كتيبتها المثيرة العديد من النجوم والمشاهير مازالت خالدة في الذاكرة، وحمل العديد من اسمائها صفحات مشرقة في تاريخ الكرة العراقية ،وكان معظم نجومنا الكرويين يمنون النفس في تمثيل ركب النوارس دون مقابل مادي ! لهذا التفت حول هذا الفريق قاعدة جماهيرية ربما لم يشهدها اي ناد في البلاد.
المحطات التي شهدتها الكتيبة البيضاء في المواسم الكروية الاخيرة جردته من الالقاب بسبب الظروف الامنية التي رافقت العاصمة .. وبعد استقرار هذه الظروف خاصة خلال فترة الاعداد للدوري الحالي لم يتغير حال الفريق وظل يبحث عن نفسه امام فرق كانت تحسب له (مليون) حساب في الخروج متعادلة في الاقل!.
صحيح ان فريق الزوراء يضم في صفوفه لاعبين شباب قليلي الخبرة ،وقلنا في البداية ان القرعة لم تخدمه في مستهل الموسم الحالي بعد ان وضعته امام فريقين كبيرين هما الجوية وبغداد وربما رضي البعض على مضض بنتائج الدورين الاول والثاني، الا ان نتيجة التعادل امس في ملعبه امام زاخو تعد بمثابة خسارة ثالثة للنوارس ، وهذا يؤكد ان هناك خللا ما في التركيبة الادارية او الفنية او في طريقة الاعداد واختيار العناصر التي تمثل الفريق لاسيما ان مستوى الدوري حتى الان مازال ضعيفا حيث يفترض ان يكون الزوراء قد جهز نفسه بشكل صحيح للمسابقة التي تستهدفه بها الفرق ، وتلعب امامه بقوة لانها تعد موقعة الزوراء بمثابة التاريخية ، وهذه الحسابات يفترض ان تدرسها الادارة وتبحث عن ابواب لدعم الفريق ماليا في حالة عدم قدرتها على استقطاب لاعبين بمستوى اسم وتاريخ النوارس الذي بات بامكان اي لاعب تمثيله بسهولة!.
ولا نريد هنا ان نضع اللوم على جهة بقدر ما نهدف الى التذكير بان جمهور الزوراء المتعطش لعودة نوارسه لسابق عهدها له الحق في ان يتالم على الواقع الحالي الذي نأمل ان يتغير في الادوار المقبلة من قطار الدوري الذي سيمر بالتاكيد في محطات عديدة ولنا الثقة في عودة القلعة البيضاء الى السكة التي يبحث عنها الجميع لو تم تصحيح المسار بالتكاتف وفق رؤية تنسجم مع تاريخ هذا النادي وشعبيته الواسعة من خلال معالجة الخلل الذي اوصل الفريق لحال لا يسرّ عدوا، وهذه المعالجة لا تتم الا بمساهمة الخيرين ومحبي النادي لانقاذه من واقعه والخطر الذي يداهمه وهو في بداية المشوار لاسيما ان نزيف النقاط المتواصل سيكلف الكتيبة البيضاء كثيرا حتى لو استقر مستواه في المرحلة الثانية ، وهذا ما نخشاه