طوبى لصراحتك الشامخة أبا كاطع
شمران الياسري في شارع المتنبي
بغداد ـ موفق مكي
احتفى بيت المدى للثقافة والفنون في شارع المتنبي، امس الجمعة بالكاتب المتفرد المناضل شمران الياسري بوجود نخبة من صحبه ورفاقه ومحبي قلمه اللاذع النبيل.
ولد الياسري سنة 1926 في محافظة واسط في قرية (محيرجة) وفي وقت مبكر (1953) اصدر مع 4 فلاحين ومهندس زراعي جريدة (صوت الفلاح) مبتدأ حياته الصحفية النضالية.
وبعد ثورة تموز سنة 1958 عمل في عدة صحف منها صوت الاحرار والبلاد الحضارة.
وباشر في اطلاق برنامج اذاعي شد انتباه المستمعين اليه منذ الحلقات الاولى بداية الستينيات من القرن الماضي يعلق يوسف العاني على تلك التجربة الفذة
جاءنا محملا بحماسة نظيفة كريمة كالعنبر وادعة كرقة الملائكة شامخة كنبل البطولة وحين دخل ستوديو الاذاعة ليكون حديثه ليس حديثاً، بل ضربات تؤذي وتوقظ ولاتخدش الااصحاب الشر المتلاعبين بمصائر الناس
ذلك هو برنامج (بصراحة ابو كاطع) الذي يتوجه الى الجمهور العريض بلغة بسيطة مليئة بالمعاني العميقة عن طريق امثلة وقصص شعبية معدة لتمرير نقد لاذع او اشارة الى ممارسة سلبية ما.
اعتقل شمران الياسري سنة 1962 بعد توقيعه مع مجموعة من الكتاب على وثيقة (نداء السلم في كردستان) وخرج بمحض الصدفة قبل يوم من الانقلاب الاسود في 8 شباط 1963 لينجو من موت حصد رفاقه واصدقائه دون رحمة.
واختفى ابو كاطع في جنوب العراق لسنوات مصدرا في السر صحيفة (الحقائق) لسان حال الحزب الشيوعي العراقي وكان الحصان وسيلته للتنقل في تلك الفترة العصيبة ومنذ 1969 كتب في جريدة التآخي والعراق واصبح مدير تحرير مجلة الثقافة الجديدة.
قدم الاعلامي عبد الرزاق الصافي رفيق الياسري شهادة اتسمت بالعفوية وهو يعدد خصالاَ يمتاز بها شمران ولايعرفها الا القريبون منه معلقا بان فرادة ابو كاطع تجسيد للريف العراقي بكل طاقاته داخل الادب وتعتبر روايته التي جزئت الى رباعية اول عمل ادبي من قلب الريف ممتلئة بالشخصيات ذات الدلالة العميقة.
قلمه واسلوبه (الكلام لازال للصافي) ناقد وحاد لايمكن ان يكون شمران الياسري غير ناقد وذلك لتميز شخصيته بالحرية والتمرد اغاض البعثيين بصراحته التي اشتهر بها عموده في طريق الشعب الى الحد الذي لفقوا له دعوة كاذبة فسافر الى براغ تخلصا من مصير افلت منه قبل عقد من الزمن قال عن رحلته تلك : (انا اول مهاجر في رحلة النفي التي واجهها رفاقي بعد سنتين)
ووصفه الشاعر الفريد سمعان في اصبوحة امس بانه ذكي يلتقط الفكرة التي تثير الناس ويطرحها بلغة مثيرة مشاكسة.
تحدث الشاعر كاظم غيلان عن امنيته في اصدار ملحق خاص عن شخصيته المتعددة المواهب والذي نفذه خلال عمله في جريدة الصباح بعد سقوط البعث الاحتفاء تحية لشمران الياسري الذي علم الكثيرين قدرة الصراحة في فضح الاستبداد ومقدرة النقد النبيل في بناء الوطن.